554545454

أحياناً يتمنى الإنسان أن يموت قليلاً !
أن يموت مؤقتاً ويلقي نظرة على من حوله من بعيد
أن يرى من كان يعيش بينهم ،
من كان يحبهم – ويفترض أيضاً أنهم يحبونه- !
حينها يمكنه مراقبة دواخلهم ، ليعلم حقيقتهم

ليعلم حقاً من كان يحبه بصدق ،
من سيبكي احتراقاً لفراقه ،
من ستتغير موازين حياتهم لفقدانه !

وسيعلم أيضاً من لم يفعل!
من كان يتملقه ، أو يدعي حبه لمصلحة او هدف ،
من لم يبكي عليه ، من لم يحضر حتى جنازته ..
ولو فعل ، لكان لأجل ان يسمع الناس يتحدثون- !

ليت الإنسان يستطيع ..
ليته يستطيع ان يقول “أخبروهم انّي ميت .. ودعوني فقط أراقب” !!!
لكن أياً من ذلك لن يحدث يوماً ، ولن يحدث أبداً !

لأنه لو حدث وفارقنا الحياة ، سننقطع عن هذه الدنيا للأبد ..
سننشغل عنها ، سننشغل عن كل ما فيها وكل ما كنا نعيشه ،
سننشغل بانفسنا وفقط !
وسينشغل عنا الناس بأنفسهم ، وينسَونا !
وحينها .. لن يذكرنا أحد ، سوى “ظلمة القبر“.