3


لما شلة البنات تتلم 
ويا إما مش لاقيين حاجة يعملوها ، أو تعدي واحدة من قدامهم -أو تيجي سيرتها-
فــ يفتحوا بقى فــ أي موضوع يقطعّوا فـ فروتها -زي ما بيقولوا- ،
ويجيبو عنها كل الجديد والقديم .. ويعيّبوا عليها ويتريقوا عليها ..

وصوت الضحك يعلى ويعلى ، والغمزات تشتغل ..
ونفتكر كل الحاجات الوحشة والعيوب اللي فيها ،
والأسرار اللي ما حدش يعرفها كمان تتكشف عنها !!

طب وبعدين ؟؟ اتسليتوا ؟؟
– آه انبسطنا جداً !
-بجد ؟؟! طب وبعدين ؟؟ حسناتكوا راحت فين ؟؟

حسانتكو راحت .. حسناتكو اختفت ، حسناتكو راحت ليها ! 
آه ليها .. للبنت الي انتوا “اغتبتوها” !!
فقد رُوِيَ عن سيدنا -الحسن- إنه بلغه أن فلاناً اغتابه ،
فــ بعت له طبق رثطَب -بلح- وقال ” بلغني أنك أهديت إليَّ من حسناتك ،
فأردت أن اكافئك عليها ، فأعذرني ،
فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام “

الغيبة هي النار اللي بياكل من حسناتنا يا بنات من غير ما نحس !
الغيبة هي اللي بتقسي قلوبنا وتموتها من غير ما نحس !
الغيبة هي اللي بتكرهنا فــ بعض ، وتنشر بينا الحقد والغيرة والسخرية !!
الغيبة هي السم القاتل في صورة العسل .. اللي البنات -الأيام دي- ما بقيوش يقدروا يعيشو من غيرها -للأسف- وانا واحدة منهم !


طب عارفين ايه هي الغيبة ؟؟
تعريف الغيبة :
قال رسول الله : “أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره،
إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه; فقد بهته ” _صحيح الجامع

وربنا سبحانه وتعالى شبه الغيبة باكل لحم الميت !!!
وهو تشبيه صعب المقصود به تنبيه المؤمنين وكذلك إرهاب ذوي القلوب المريضة المعتلة التي تجد في ذكر عيوب الناس أنس وحلاوة ..
قال تعالى : “ َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ
وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ 
” _الحجرات

وربنا سبحانه توعد المغتاب بــ اشدّ العذاب  زي ما قال سيدنا النبي -لما مرّ على قبرين- : “إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير،
أما أحدهما فيعذب في البول، وأما الآخر فيعذب في الغيبة
” _رواه ابن ماجه وحسنه الألباني

واسمعي يا حبيبتي كلام ابن القيم -رحمه الله- وهو بيتكلم عن الغيبة :
” ذكر المرء بما يكرهه سواء كان فيه بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه او خَلقه أو خُلُقه
أو ماله أو والده او ولده او زوجته أو زوجه ، أو خادمه او ثوبه أو حركته أوطلاقته او عبوسه
أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز” _(الأذكار للنووي)
يعني الغيبة دي موضوع كبير اوي ، حتى الكلمة او التلميح او الغمزات الساخرة ، كل دا يعتبر غيبة !!!

وكريم الشاذلي قال كلام جميل في كتابه “الشخصية الساحرة– صــ107 – اللي من صفاتها ، البعد عن الغيبة- بيقول :

إن من فضل الله على العباد أنه استحب ستر عيوب الخلق ، ولو صدق اتصافهم بها ،
وما يجوز لمسلم ان يتشفى بالتشنيع على مسلم ، ولو ذكره بما فيه : فصاحب الصدر السليم يأسى لآلام العباد ويشتهي لهم العافية ..
أما التلهي بسرد الفضائح ، وكشف المستور ، وإبداء العورات ، فليس مسلك المسلم الحق

وفــ النهاية :
أحب افكرّ واوصي نفسي واوصيكم ،
انه ان شاء الله من اللحظة دي .. نتوب لربنا ، خلاص اعلنيها ، اعلني إني هابطل غيبة ، إني مش هجيب سيرة حد تاني ، ولا اتريق على حد فــ غيابه
ومش هاملى وقتي تاني بــ الكلام اللي بيضيعلي وقتي وحسناتي ويقسي قلبي ، ويخلي الكره والمشاكل تنتشر بيننا !!

ابدأي من دلوقتي بنفسك .. وساعدي شلتك ، لما تلاقيه بيغتابو حد قوليلهم “لأ” مش هنغتاب تاني اتقوا ربنا ..
ونظفوا لسانكم -حتى لو اتريقوا عليكي وقالولك “الله يرحم ، انتي هتعملي نفسك شيخة علينا” –
اثبتي على موقفك وخليهم هم كمان يتغيرو للأحسن زيك ومعاكي ..


وخلونا يا بنات نملأ وقتنا بالحسنات والكلام المفيد النافع ، اللي يخلينا نقوي نفسنا ويحلَّ روحنا ويوسع فكرنا ،
وطبعاً نهزر ونضحك بس من غير ما نجيب سيرة حد ولا نغتابه …

ومني فكرة >> تخيلي كلام الغيبة بتاعك انه حاجة ليها ريحة وحشة ،
وكل ما تفكري تكلمي فــ غيبة وفــ سيرة حد ـ افتكري ريحتك الوحشة اللي هتملأ المكان ، وأد ايه هتكوني وحشة!

خلي لسانك نضيف وحلو ، كله ذكر وطاعة وكلمة حلوة ودعوة صادقة وهزار حلال ما تاخديش من وراه إلا الحسنات ,,,


ربنا يتوب علينا يارب كلنا .. ويللا بينا نحول سموم البنات دي لــ << حلويات البنات >>
اللي مش بيعملو غير كل حاجة حلوة .. وكلامهم كله مسكَّر 
وأشوفكوا على خير يا أحلى بنات ، فــ التدوينة الجاية

عفآفْ || روحٌ حآلمةْ~


 
فكرة التدوينة|وبعض الإقتباسات
من كتاب:الشخصية الساحرة لــ كريم الشاذلي
فــ جزيل الشكر لهذا الكاتب الرائع ، وأنصحكم باقتناء الكتاب وقرايته

🙂